.قصيدة: بَني أسَدٍ، ما بالُ آلِ خُوَيْلِدٍ
بَني أسَدٍ، ما بالُ آلِ خُوَيْلِدٍ ** يحنونَ شوقاً كلَّ يومٍ إلى القبطِإذا ذُكِرَتْ قَهْقَاءُ حَنُّوا لذِكرِها ** وللرَّمَثِ المقرُونِ، والسَّمَكِ الرُّقْطِوأعينهمْ مثلُ الزجاجِ، وصيغةٌ ** تُخالِفُ كَعْباً في لِحىً لهُمُ ثُطِّتَرَى ذاكَ في الشُّبّانِ والمُرْدِ منهمُ ** مُبيناً، وفي الأطفالِ منهمْ وفي الشُّمْطِلَعَمْرُ أبي العَوّامِ، إنّ خَوَيْلِداً ** غَدَاة تَبَنّاهُ لَيوثِقُ في الشَّرْطِوإنكَ إنْ تجررْ عليّ جريرةً ** رَدَدْتُكَ عَبداً في المَهانَةِ والعَفْطِ.قصيدة: هجاء أمية بن خلف الخزاعي لحسان
وكان أمية بن خلف الخزاعي هجا حسان بقوله:
ألا من مُبْلِغٌ حَسّانَ عَنّي ** مغلغلةً تدبُّ إلى عكاظِألَيْسَ أبوكَ فِينَا كانَ قيْناً ** لدى القيْناتِ، فَسْلاً في الحِفاظِيمَانِيّاً يَظَلُّ يَشُدُّ كِيراً ** وينفُخُ دَائِباً لهَبَ الشوُّاظِ.قصيدة: أتَاني عَنْ أُمَيّةَ زُروُ قَوْلٍ (في الرد على أمية بن خلف)
فأجابه حسان رضي الله عنه:
أتَاني عَنْ أُمَيّةَ زُروُ قَوْلٍ ** وَمَا هُوَ بالمَغِيبِ بِذِي حِفَاظِسأنشرُ إنْ بقيتُ لكم كلاماً ** ينشرُ في المجامعِ منْ عكاظِقوافيَ كالسلامِ، إذا استمرتْ ** منَ الصمّ المعجرفةِ الغلاظِتَزُورُكَ، إنْ شَتَوْتَ بكلّ أرْضٍ ** وَتَرْضَخُ في مَحَلّكَ بالمَقَاظِبنيتُ عليكَ أبياتاً صلاباً ** كأسْرِ الوَسْقِ قُفِّصَ بالشِّظَاظِمجللةً، تعممهُ شناراً ** مضرمةً، تأججُ كالشواظِكهمزةِ ضيغمٍ يحمي عريناً ** شَديِدِ مَغَارِزِ الأضْلاعِ خاظيتغضُّ الطرفَ أنْ ألقاكَ دوني ** وَتَرْمي حِينَ أُدْبِرُ بِاللِّحَاظِ.قصيدة: إنّ الذوائبَ منْ فهرٍ وإخوتهمْ
إنّ الذوائبَ منْ فهرٍ وإخوتهمْ ** قدْ بينوا سنةً للناسِ تتبعُيَرْضَى بهَا كُلُّ مَن كانَتْ سرِيرَتُهُ ** تقوى الإلهِ وبالأمرِ الذي شرعواقومٌ إذا حاربوا ضروا عدوهمُ ** أوْ حاوَلُوا النّفْعَ في أشياعِهِمْ نَفعواسجيةٌ تلكَ منهمْ غيرُ محدثةٍ ** إنّ الخلائِقَ، فاعلَمْ، شرُّها البِدَعُلا يَرْقعُ النّاسُ ما أوْهَتْ أكفُّهُمُ ** عندَ الدفاعِ، ولا يوهونَ ما رقعواإن كان في الناس سباقون بعدهمُ ** فكلُّ سبقٍ لأدنى سبقهمْ تبعُولا يَضَنُّونَ عَنْ مَوْلًى بِفَضْلِهِمِ ** وَلا يُصِيبُهُمُ في مَطْمَعٍ طَبَعُلا يجهلونَ، وإن حاولتَ جهلهمُ ** في فضلِ أحلامهمْ عن ذاكَ متسعُأعِفّةٌ ذُكِرَتْ في الوَحيِ عِفّتُهُمْ ** لا يَطْمَعونَ، ولا يُرْديهمُ الطّمَعُكم من صديقٍ لهمْ نالوا كرامتهُ ** ومِنْ عَدُوٍّ عَليهمُ جاهدٍ جدعواأعطوا نبيَّ الهدى والبرّ طاعتهمْ ** فمَا وَنَى نَصْرُهُمْ عنْهُ وَما نَزَعُواإن قالَ سيروا أجدوا السيرَ جهدهمُ ** أوْ قالَ عوجوا عَلَيْنَا ساعةً، رَبَعُواما زالَ سيرهمُ حتى استقادَ لهمْ ** أهْلُ الصّليبِ، ومَن كانت لهُ البِيَعُخُذْ مِنهُمُ ما أتى عفْواً، إذا غَضِبُوا ** ولا يكُنْ همُّكَ الأمرَ الذي مَنَعوافإنّ في حربهمْ، فاتركْ عداوتهمْ ** شَرَّاً يُخَاضُ عَليهِ الصّابُ والسَّلَعُنسمو إذا الحربُ نالتنا مخالبها ** إذا الزعانفُ منْ أظفارها خشعوالا فَخْرَ إنْ هُمْ أصابُوا من عَدُوّهِمِ ** وَإنْ أُصِيبُوا فلا خُورٌ ولا جُزُعُكأنهمْ في الوغى، والموتُ مكتنعٌ ** أسدٌ ببيشةَ في أرساغها فدعُإذَا نَصَبْنَا لِقَوْمٍ لا نَدِب لهُمْ ** كما يدبُّ إلى الوحشيةِ الذرعُأكرمْ بقومٍ رسولُ اللهِ شيعتهمْ ** إذا تفرّقَتِ الأهْوَاءُ والشِّيَعُأهْدَى لهُمْ مِدَحي قوْمٌ يُؤازِرُهُ ** فِيما يُحِبُّ لِسَانٌ حائِكٌ صَنَعُفإنّهُمْ أفضَلُ الأْحْيَاء كلّهِمِ ** إنْ جَدّ بالنّاسِ جِدُّ القوْل أوْ شمعوا.قصيدة: أرقتُ لتوماضِ البروقِ اللوامعِ
أرقتُ لتوماضِ البروقِ اللوامعِ ** ونحنُ نَشاوَى بينَ سَلْعٍ وَفَارِعِأرقتُ لهُ، حتى علمتُ مكانهُ ** بأكنافِ سلعٍ، والتلاعِ الدوافعِطَوَى أبرَقَ العَزّافِ يَرْعُدُ مَتنُهُ ** حَنينُ المَتالي، نحوَ صَوْتِ المُشايِعِ.قصيدة: ألا يا لقومٍ هلْ لما حمّ دافعُ؟
ألا يا لقومٍ هلْ لما حمّ دافعُ؟ ** وهلْ ما مضى من صالح العيش راجعُتذكّرْتُ عصْراً قد مَضَى، فتهافَتَتْ ** بناتُ الحشا، وانهلّ مني المدامعُصَبَابَةُ وَجْدٍ ذكّرَتني أحِبّةً ** وقَتلى مَضَوْا فيهِمْ نُفَيْعٌ وَرَافِعُوسعدٌ فأضحوا في الجنانِ وأوحشتْ ** منازِلُهُمْ والأرْضُ منهُمْ بَلاقِعُوَفَوْا يَوْمَ بَدْرٍ للرّسولِ، وفَوْقَهُمْ ** ظِلالُ المَنَايَا والسّيوفُ اللّوَامِعُدعا فأجابوهُ بحقٍّ، وكلهمْ ** مُطِيعٌ لهُ في كلّ أمْرٍ وسامِعُفَما بَدّلوا حتّى تَوَافَوْا جَماعَةً ** ولا يَقْطَعُ الآجَالَ إلاّ المَصَارِعُلأنهمُ يرجونَ منهُ شفاعةً ** إذا لمْ يكنْ إلا النبيينَ شافعُوذلكَ، يا خيرَ العبادِ، بلاؤنا ** وَمَشْهَدُنا في اللَّهِ، والمَوْتُ ناقِعُلَنَا القَدَمُ الأولى إليكَ، وَخَلْفُنا ** لأوّلِنَا، في طَاعَةِ اللَّهِ تَابِعُونعلمُ أنّ الملكَ للهِ وحدهُ ** وَإنّ قَضَاءَ اللَّهِ لابد وَاقِعُ.قصيدة: بَانَتْ لَمِيسُ بِحَبْلٍ مِنكَ أقْطَاعِ
بَانَتْ لَمِيسُ بِحَبْلٍ مِنكَ أقْطَاعِ ** واحتلتِ الغمرَ، نزعاً ذاتَ أشراعِوأصْبَحَتْ في بني نَصْرٍ مُجَاوِرَةً ** تَرْعى الأبَاطِحَ في عِزٍّ وَإمْرَاعِكأنّ عَيْنيّ، إذْ وَلّتْ حُمولُهُمُ ** في الفجرِ، فيضُ غروبٍ ذاتِ أتراعِهَلاّ سألتِ، هَداكِ اللَّهُ، ما حسَبي ** أمَّ الوليدِ، وخيرُ القولِ للواعيهل أغفُرُ الذنبَ ذا الجُرْحِ العظيمِ، ولوْ ** مَرّتْ عَجَارِفُهُ، مِنّي بأوْجاعِاللَّهُ يَعْلَمُ ما أسْعى لجُلّهِمِ ** وما يغيبُ بهِ صدري وأضلاعيأسعى على جلّ قومٍ كان سعيهمُ ** وَسْطَ العَشِيرَةِ سَهْواً غيرَ دَعْدَاعِولا أُصَالِحُ مَنْ عادَوا وأخْذُلُهُمْ ** ولا أغيبُ لهمْ يوماً بأقذاعِوقدْ غَدَوْتُ على الحانوتِ يصْبحُني ** منْ عائقٍ مثلِ عينِ الديكِ شعشاعِتَغْدُوا عَليّ، ونَدْماني لِمِرْفَقِهِ ** نَقْضي اللذاذات من لهْوٍ وأسْمَاعِإذا نَشَاءُ دَعَوْنَاهُ، فَصَبّ لَنا ** مِنْ فَرْغِ مُنْتَفِجِ الحيزُومِ رَكّاعِوقَدْ أرَاني أمَامَ الحيّ مُنْتَطِقاً ** بصَارِمٍ مِثْلِ لَوْنِ المِلحِ، قَطّاعِتَحْفِزُ عَنّي، نجادَ السّيْفِ، سابغةٌ ** فضفاضة مِثْلِ لَوْنِ النِّهِيِ بالقَاعِفي فِتْيَةٍ كسيُوفِ الهندِ أوْجُهُهُمْ ** نحوَ الصريخِ، إذا ما ثوبَ الداعي.قصيدة: أشاقَكَ مِنْ أُمّ الوَلِيدِ رُبُوعُ
أشاقَكَ مِنْ أُمّ الوَلِيدِ رُبُوعُ ** بلاقعُ، ما منْ أهلهنّ جميعُعفاهنّ صيفيُّ الرياحِ، وواكفٌ ** من الدلوِ، رجافُ السحابِ هموعُفلمْ يبقَ إلا موقدُ النارِ حولهُ ** رواكدُ، أمثالُ الحمام، وقوعُفَدَعْ ذِكْرَ دَارٍ بَدّدَتْ بينَ أهْلِها ** نوى فرقتْ بين الجميعِ قطوعُوقلْ: إنْ يكنْ يومٌ بأحدٍ يعدهُ ** سفيهٌ، فإنّ الحقّ سوفَ يشيعُوقد ضَارَبَتْ فيه بنو الأوْسِ كلُّهُمْ ** وكانَ لَهُمْ ذِكْرٌ، هناكَ، رَفِيعُوحامى بنو النجارِ فيهِ وضاربوا ** وما كان منهمْ، في اللّقاء، جَزُوعُأمامَ رَسولِ اللَّهِ لا يَخْذُلُونَهُ ** لهمْ ناصرٌ من ربهمْ، وشفيعُوفوا إذ كفرتمْ، يا سخينَ، بربكم ** ولا يَسْتَوي عَبْدٌ عَصَى وَمُطِيعُبأيمانهمْ بيضٌ إذا حميَ الوغى ** فلا بدّ أنْ يردى بهنّ صريعُكما غادرتْ في النقعِ عثمانَ ثاوياً ** وسعداً صريعاً، والوشيجَ شروعُوَقد غادرَتْ تحتَ العَجاجةِ، مُسنَداً ** أبياً، وقدْ بلّ القميصَ نجيعُبكفّ رسولِ اللهِ، حتى تلففتْ ** على القومِ مما قدْ يثرنَ نقوعُأُولئكَ قوْمي سادَةٌ من فُرُوعِهِمْ ** ومنْ كلّ قومٍ سادةٌ وفروعُبهنّ يعزُّ اللهُ حينَ يعزنا ** وإنْ كان أمْرٌ، يا سَخِينَ، فَظيعٌفإنْ تذكروا قتلى، وحمزةُ فيهمُ ** قَتِيلٌ، ثَوَى لله، وهْوَ مُطِيعُفإنّ جِنَانَ الخُلْدِ مَنْزِلُهُ بِهَا ** وأمرُ الذي يقضي الأمورَ سريعُوقَتْلاكُمُ في النّارِ أفضَلُ رِزْقِهِمْ ** حَمِيمٌ معاً، في جوْفِها، وَضَرِيعُ.قصيدة: أعْرِضْ عن العَوْراء إنْ أُسْمِعتَها
أعْرِضْ عن العَوْراء إنْ أُسْمِعتَها ** واقعدْ كأنكَ غافلٌ لا تسمعُودعِ السؤالَ عن الأمورِ وبحثها ** فَلَرُبّ حافِرِ حُفرَةٍ هُوَ يُصْرَعُوالزمْ مجالسةَ الكرامِ وفعلهمْ ** وإذا اتّبَعْتَ فأبْصِرَنْ مَنْ تَتَبَعُلا تتبعنّ غوايةً لصبابةٍ ** إنّ الغوايةَ كلَّ شرٍّ تجمعُوالقومُ إنْ نزروا فزدْ في نزرهمْ ** لا تقعدنّ خلالهمْ تتسمعُوالشربَ لا تدمنْ، وخذْ معروفهُ ** تصبحُ صحيحَ الرأسِ لا تتصدعُواكْدَحْ بنفسِكَ لا تُكلِّفْ غَيْرَها ** فبدينها تجزى، وعنها تدفعُوالموتُ أعدادُ النفوسِ، ولا أرى ** منهُ لذي هربٍ نجاةً تنفعُ.قصيدة: زبانيةٌ حولَ أبياتهمْ
زبانيةٌ حولَ أبياتهمْ ** وَخُورٌ لدى الحرْبِ في المعمعَهْ.قصيدة: سائلْ بني الأشعرِ، إن جئتهم
سائلْ بني الأشعرِ، إن جئتهم ** ما كانَ أنباءُ بني واسعِ؟إذْ تركوهُ، وهوَ يدعوهمُ ** بالنسبِ الأقصى، وبالجامعِوالليثُ يعلوهُ بأنيابهِ ** مُنْعَفِراً وَسْطَ دَمٍ نَاقِعِلا يرفعِ الرحمنُ مصروعهمْ ** وَلا يُوَهِّنْ قُوّةَ الصّارِعِ.قصيدة: نَشَدْتُ بني النّجّارِ أفْعَالَ، والدي
نَشَدْتُ بني النّجّارِ أفْعَالَ، والدي ** إذا لمْ يَجِدْ عانٍ لَهُ مَنْ يُوَارَعُهْوارثَ عليهِ الوافدونَ، فما ترى ** على النأيِ منهمْ ذا حفاظٍ يطالعهْوَسُدَّ عَلَيْهِ كُلُّ أمْرٍ يُرِيدُهُ ** وَزِيدَ وِثاقاً، فأقْفَعَلّتْ أصَابِعُهْإذا ذكرَ الحيَّ المقيمَ حلولهمْ ** وأبْصرَ ما يَلْقَى استهلّتْ مَدامعُهْألسنا ننصُّ العيسَ فيهِ على الوجى ** إذا نَامَ مَوْلاهُ، وَلذّتْ مَضَاجِعُهْولا نَنْتَهي حَتّى نَفْكّ كُبولَهُ ** بأمْوَالِنا، والخيْرُ يُحمَدُ صَانِعُهْوَأنشُدُكمْ، والبَغْيُ مُهْلِكُ أهلِه ** إذا ما شتاءُ المحلِ هبتْ زعازعهْإذا ما وَليدُ الحيّ لمْ يُسْقَ شَرْبَةً ** وَضَنّ عَليْهِ بالصَّبُوحِ مَرَاضِعُهْوراحتْ جلادُ الشول حدباً ظهورها ** إلى مَسْرَحٍ بالجَوّ جَدْبٍ مَرَاتِعُهْألسنا نكبُّ الكومَ، وسطَ رحالنا ** ونَسْتَصْلِحُ المَوْلى، إذا قلّ رَافِعُهْفإنْ نابهُ أمرٌ وقتهُ نفوسنا ** وما نالنا منْ صالحٍ، فهوَ واسعهْوأنشُدُكمْ، والبغيُ مُهلِكُ أهْلهِ ** إذا الكبشُ لم يوجدْ لهُ من يُقارِعُهْألسنا نوازيهِ بجمعٍ كأنهُ ** أتِيٌّ أبَدَّتْهُ بِلَيْلٍ دَوَافِعُهْفَنَكْثُرُكُمْ فِيهِ، ونَصْلى بحرّهِ ** ونمشي إلى أبطالهِ، فنماصعهْوأنْشُدُكمْ، والبَغْيُ مُهلِكُ أهلهِ ** إذا الخصْمُ لم يوجَدْ لهُ مَنْ يُدافعُهْألسنا نصاديهِ، ونعدلُ ميلهُ ** ولا نَنْتَهي أوْ يخلُصَ الحقُّ ناصِعُهْفَلا تَكْفُرُونَا مَا فَعَلْنَا إلَيْكُمْ ** وَأثْنُوا بهِ، والكُفرُ بُورٌ بَضَائعُهْكما لَوْ فَعَلْتُمْ مثلَ ذاكَ إليهِمِ ** لأثْنَوْا بِهِ، ما يأثُرُ القوْلَ سامعُهْ